الخطوة الأولى هي الإنجاز الحقيقي. كثرة التخطيط والتعلم ماراح تضيف لك الشيء الكثير.

كيف ممكن تتعامل مع التسويف والمماطلة التي تسبق أي بداية جديدة وتغرق في دوامة من التخطيط والاستعداد في حين أنها ماراح تقدّمك لهدفك خطوة.

بدايةً

خلينا نوضح أن التسويف له هيئة واضحة لنا في معظم الأوقات والأغلب على دراية بها. لكن في هيئة تدخل على الشخص من باب الاستعداد والتهيئة والتخطيط، للأسف البعض يحسبونه شيء إيجابي وهو العكس تماماً.

تحصله ينغمس بالتخطيط بشكل مبالغ وكأنه يخطط إستراتيجية شركة كبيرة للخمس سنوات القادمة “وأحياناً الشركات تفشل” ولا أخفيكم أن قد مريت كذا مرة بهذه الإشكالية.

فمثلاً أنا كمصمم، بداية مجالي كنت أتعامل مع تعلمي للتصميم بهذا الشكل:

  • أحتاج اقرأ كتب ومقالات أكثر عن التصميم.
  • لازم أخذ دورات تشرح الأساليب والتقنيات المتبعة.
  • محتاج أحضر ورش عمل ومؤتمرات.
  • بتابع فيدوهات المصمم الفلاني وأسمع نصايحه.
  • بشوف المصممين كيف يشتغلون على البرنامج هذا.

والقائمة تطول من الأعذار اللي على نفس هذا النمط. وكلامي ينطبق غالباً على أي مجال تبي تتعلمه وتبدأ فيه.

دائماً تردد وقلق البداية بشيء يخلينا نلجأ لهذا الأسلوب للتخفيف من شدته اللي ممكن تكون نتيجة خوف من النجاح، والنتيجة؟ تقدم يكاد لايذكر هذا إذا كان فيه تقدم من الأساس.

بينما كان الحل جداً بسيط وقدامي طوال الوقت وهو أني ابدأ أصمم التطبيق الفلاني، فعلاً أني ابدأ أصمم! الحل هو البداية الفعلية والخطوة الأولى فقط.

على قد ماهو حل بديهي على قد ماهو الحل الواقعي والحقيقي ويمكن الوحيد.

كيف قدرت أتعامل مع الموضوع؟

هو ببساطة أني بديت أغير عقليتي في التعاطي مع الأمر بمعنى:

  • أني أسمح لنفسي ابدأ رحلتي بمستوى المبتدئ لا الخبير، مهما كانت خطواتي صغيرة ونتائجي تفشّل. راح تتحسن مع الوقت.
  • التخطيط شيء كويس في أنه يعلمك وجهتك ومسارك كيف راح يكون لكن، كثرته بتدخلك بدوامة من القلق وتبعدك عن البداية الفعلية.
  • في كل بداية جديدة لي أشوف أني قاعد أكرر التصرفات اللي ذكرتها سابقاً اسأل نفسي: “هل هذا تسويف عشان أتجنب البداية وأني أسوي اللي مفروض أنه يصير؟”.

عقولنا تحب تتلقى وتبحث لأنه يعتبر شيء سهل ولافي مجهود كبير عليها، بعكس الممارسة اللي راح تصاحبها الكثير من أخطاء البدايات والمشاعر الأولية الغير مريحة! وهنا يكون الفرق بين شخص نجح وآخر فشل.

محتاج تبدأ بالخطوة الأولى وأتوقع ماقصرت وكفاية تخطيط وتفكير، على الأقل حتى لا تصاب بتخمة ويصير عندك شلل في بداية الشيء اللي ترغب أنك تبدأ فيه فعلاً.

مشكلة الانغماس في التخطيط والتفكير للبدء يعطينا شعور أننا قاعدين نتقدم وننجز وللأسف أنه شعور مزيّف والواقع أننا بعيدين عن هدفنا.

ختاماً

في كل مرة تشوف أنك قاعد تقنع نفسك بالتسويف والمماطلة بأنك تستعد وتتجهز لشيء وقف!

وأعطي شوية وقت أنك تشتغل وتعمل عليه بشكل حقيقي.

الإنجاز الوهمي “التسويف والمماطلة” هو الانغماس بالتخطيط والتعلّم المبالغ فيه

وعدم أخذ الخطوة الأولى بممارسة الشيء.

الإنجاز الحقيقي هو بالممارسة والتنفيذ وقضاء الوقت بمصارعة الفشل،

وغالباً راح تتغلب عليه إذا كنت ترغب بالفوز حقاً.

وصدقني لحظة إنجازك أو حلك لمشكلة أثناء ممارستك بتعطيك دافع تتعمق أكثر وحافز استمرار.

دورك الآن تروح تبدأ عمل حقيقي لشيء أنت قاعد تسوف فيه..

وفالك كل التوفيق.